الثلاثاء، 24 مايو 2011

الخلية الصنعية والجاهلون من أمتي!

أنا لا أعلم لماذا ما زال هناك رؤوس جاهلة باسم الدين تبرز على السطح كلما حقق الجنس البشري تقدماً علمياً وخطوة تقنية جديدة، وتدكه من أصله وتنقضه دون علمها بحقيقته حتى، ثم لا تلبس أن تركض كي تكسب من منافع هذا التقدم ما يحقق لها المصلحة. إن كون الرؤوس القديمة هذه في منصب مرموق أحياناً يعني أنّ أمتنا التي تتخذ الإسلام قانونها الأقدس ما زالت معايشة للتخلف العلمي “وستبقى” ما لم يقطع العلم الرباني جهل هذه الحفنة.

عاينّا منذ أيام تمكن باحثين غربيين من “تركيب” خلية حيّة بدءاً من عدة مكونات مختلفة غير حيّة، وإن مجموعة العبارات من نمط: “تركيب، حيّة، غير حيّة” قد أثارت حفيظة بعض الوعّاظ وبدؤوا ينتقدون هذا العمل دون تأكيد على ما معناه.

إن التطور الجديد لا يتنافى مع مبدأ التوحيد في الإسلام. أصلاً، إن التفكير في كونه يتنافى يعتبر ضعفاً كبيراً، فإن الله سبحانه وتعالى قد تحدى كل الناس بأن يخلقوا خلقاً كما يخلق، وإنه على علم بأنه رابح  في هذا الرهان. إن الذي يعتقد أن هذا الإنجاز يعتبر تحدياً لخلق الله لديه مشكلة في إيمانه، وهو حتى الآن ليس واثقاً، وليس ثابتاً في اليقين به، بل هو يزعزع بحركته هذه كل ضعيفي الإيمان معه، ذلك أنهم يقولون أن هذا الذي يعتبر قدوة لنا يعتبر عالماً بعلم دنوي منافس لله في علاه!

إن “أهل الدين الحق” يجب أن يدعموا هذا التقدم لأنهم إن لم يدعموه فسيقع بين يدي ناس أشرار سيسخرونه في خراب البشرية، وسيلقى “أهل الدين الحق” نصيبهم من ضرره. إن هذا التقدم قد يساهم في اكتشاف طرق علاجية جديدة في مجال الطب، وقد  يساهم في شفاء أمراض ما زالت مستعصية على العلاج، وهذا كله من مصلحة الجميع.

إن من أهم عوامل تخلفنا هو عدم تشجيع هذا النوع من الأبحاث بحجة أنه ينافي التوحيد، وترك المجال لغير الموحدين لأخذ زمام المبادرة فيه. أنا لا أعتقد أن أمتنا اليوم يمكن أن ترجع إلى المقدمة بدون “قادة” من أهل العلم الشرعي يشجعون البشر على العودة لميدان الحياة وركوبها لرضاء الله. إن أخذ النصر من العباءة والذقن الطويلة وقشور الدين والتمسح ببركة بعضنا هو حقاً أبو  الأمراض القاتلة. شفانا الله مما ابلاتنا فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق