الجمعة، 10 ديسمبر 2010

درجات الراغبين

إن أنبل ما يمكن أن يرغب به الإنسان هو علاقة حسنة بربه الكريم، وإن لطالبي هذه العلاقة درجات يرتقون بها لحين الوصول. تنقسم هذه الدرجات إلى درجة: المبتدئ ثم المريد ثم السالك ثم الواصل.
  • أما المبتدئ فهو الذي أقلع عن معصية الله، وتاب إليه وحسنت توبته، وأخذ يؤدي الواجبات المنصوص عليه برغبة وحب وبقناعة وجوبها، وهذا من السالمين يوم الحساب إن لم يسئ لعباد الله، أما درجة قربه من الله فربه أعلم بها.
  • والمريد هو مبتدئ كان له معلم يدلّه على سبيل الله، ويرشده إلى أخلاق الله كي يحاول التوصّف بها، في سبيل أن يكون ربانياً، لا عابداً فحسب، ويرجى لهذا المريد أن يضع رجله على سبيل السلوك إن بدأ التطبيق العملي لصفات الله جل في علاه.
  • وحين يبدأ بالتوصف، يسمى سالكاً، وهو في طريق مفتوح نحو الارتقاء لدرجة الوصول، ومن ها هنا، يكون اجتهاده في طلب ربه لا حدود لعطاء الله تجاهه، فالله يقابل من يتقرب إليه ذراعاً بآلاف الأميال من القرب.
إن التقرب والرغبة في الوصول إلى الله لا تكون بالأقوال وتحسين الكلمات، إنما تكون بالعمل المخلص وحده، لذلك فإن رغبتك أخي المسلم بالوصول تبدأ بالإقلاع عن المعصية وأداء الطاعات، ثم بأن تجد لنفسك مربياً عاملاً مخلصاً يدلك على طريق التوصف بصفات الله، ثم ابدأ بالتوصف، وذق طعماً ألذّ من العسل!