السبت، 4 يونيو 2011

حياتهم ومماتهم ورود


وردة صالح الصالح
لقد بدأ صالح(1) زيارته الأسبوعية لعيادتي بتقديمه وردة بيضاء ذات رائحة منعشة. لا أعرف ما دفعه لتقديمها، فهي المرة الثانية فقط التي أراه فيها، لكن الشيء الوحيد الذي عرفته هو اللون الذي يطلي به صالح جدران قلبه الصافي البريء والرائحة التي يزيّن بها روحه العطرة. هل زكّى السرطان دمه ليوزّع هذه الأناقة على تصرفاته كلّها؟

صالح، 10 سنوات، وصل إلى الأسبوع 111 في رحلة علاجه الصعبة ضد سرطان الدم، بقي له أسابيع معدودة قبل إعلان نصره المظفّر إن شاء الله، لقد تعايش مع مرضه وصادقه، هو الآن يعرفه اللوكيميا أكثر منّي، فأنا قرأت عنها، ولاحظت أفعالها، أما هو فقد تفاعل معها على مدى الأيّام، صادقها في فراشه كما في رحلاته، في آلامه وآماله الكبيرة.