الأحد، 18 مايو 2014

التاج الأبيض

لم يكن صباح الخميس عادياً، للمرة الأولى لم تلفت انتباهي المحلات المرصوفة على جانبي طريق الأوزاعي، لأن أفكاري كانت كلها عند سعيد، الشاب العشريني، الذي توفي وسماعتي الحزينة تلتقط آخر الخفقات من قلبه الطاهر. حالياً، يرقد سعيد في قبره مرتاحاً من عذاب ورم العظام الذي أكل من حياته سنوات.

لم يكن صباح الخميس عادياً، لأن قلب ليلى العليل كانت تدكه حرارة شديدة. أصبح قلبها مجنوناً يرقص بدون وازع. قلبها الذي عانى كثيراً وخضع لعمليات جراحية متتالية لم يتحمل العلاج الكيميائي القاسي فتوقف مؤقتاً بين يديّ، وتوقف نهائياً صباح اليوم التالي. كانت لحظات الأسى المتوالية تدك قلبي الذي تعود الحزن لكنه لم يتعود الموت بعد.