الاثنين، 27 يونيو 2011

لمن المستقبل: للداية أم للطبيب النسائي؟

في الزمانات، كانت السيدة عزيزة طه والسيدة رتيبة المويل، الدايتان الأشهر في الزبداني، مسيطرتان تماماً على وضع الولادات الطبيعية  في المنطقة. كان مدخلهما المادي وشهرتهما المعنوية أكبر من أحسن طبيب عندنا. أما اليوم، فقد توفّيت السيدة عزيزة، ويقتصر عمل السيدة رتيبة على مناوبات في مستشفيات خاصة، أما الأطباء النسائيون فلهم الصيت الأكبر، وهم يمسكون زمام المبادرة في الولادات كلها.

يعود الجدل العالمي حالياً حول الولادة في المنزل كطريقة أكثر فعالية وأكثر طبيعية من الولادة في المستشفى، فالأمهات لسن مرضى، والأطفال حديثي الولادة يحتاجون رعاية خاصة، لكن هل المستشفى هو المكان الأوحد للعناية بهم؟

السبت، 25 يونيو 2011

دراسة ضخمة جديدة توضح عوامل الإصابة بالسمنة على المدى البعيد

تعتبر السمنة أحد أهم أسباب الأمراض المستعصية على العلاج عند الصغار والكبار، لذلك تبذل جهود جبّارة لدراسة العوامل الواقية منها. تكثر محاولات علاج السمنة بعد حدوثها على المدى القصير، لكن الأجدى والأنفع دراسة سبل منع حدوثها على المدى البعيد عند الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من السمنة في الوقت الحالي.

نشرت the New England Journal of Medicine هذا الشهر دراسة ضخمة أجريت على أكثر من 100 ألف مشارك كانوا لا يعانون من السمنة في أواخر ثمانينات القرن الماضي وتمت متابعتهم حتى عام 2006 على مدى العشرين سنة الماضية. تم استبعاد المشاركين الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري، وتم متابعة السلوك الغذائي ونمط حياة المتبقى منهم إضافة إلى وزنهم كل أربع سنوات. كان أغلب المشاركين من العاملين في المجال الصحي.

الأحد، 12 يونيو 2011

يا أمّي ما شكل السما؟

أحد علامات سرطان شبكية العين
يهتزّ عرش القلب في قصة سرطان شبكية العين retinoblastoma الذي يتفرّد بالصغار دون الكبار. يكون الطفل هنا الأقل معاناة من المرض، بينما تتمنى الأمّ أن تكون مصابة بأعتى أنواع السرطانات وأن يسلم ابنها من هذه الخباثة اللعينة. 

يُكتشف سرطان شبكية العين في الأشهر الأولى من عمر الطفل، بينما ينتظر الأحبة منه بدء التفاعل معهم، بدء المشي والمكاغاة، يصطدمون بواقع ضرورة انتزاع عين ولدهم، وهم على استعداد لدفع أكبادهم بدل رمش عينه.

الخميس، 9 يونيو 2011

الليالي الحمراء

الليالي الحمراء
أكره الأيام الأولى في التعامل مع طفل اللوكيميا لأنها تحمل من التعب النفسي للمريض والأهل أكثر مما تحمله السنين المتتابعة في العلاج. أحب أن أطلق عليها الليالي الحمراء لأن عناوينها الأساسية هي: الحب والدم! 

عادة ما يتعزز حب العائلة والعلاقات التي تربط أفرادها في هذه الليالي الأولى بعد تشخيص المرض. الأب والأمّ يعيشان شهر عسل جديد في المستشفى إلى جانب الطفل أعانه الله. إن اجتماع الجد والجدة، الخال والعمّة، يذكّر الأهل بالليالي الخوالي. اليوم يجتمع الكلّ حول جسد الـ little lady الذي أنهكته الخلايا الخبيثة، كلّهم ينظرون إليها بالحب والحنان، يتذكّرون في عيونها أيام الصحّة، وتسرح خيالاتهم فيما ينتظرها من معاناة لا تعرف عنها إلا القليل.صباح اليوم فقط، كان الجميع سكارى عما يجري داخل أوعية الدم في جسدها الذي بدأ ينحل ويضعف في الشهرين الأخيرين دون أن يعرف أحد السبب. لقد كان عصر اليوم تاريخياً بكل معنى الكلمة، إنه الزمان الذي ستتحول فيه طبيعة حياة العائلة المتحابّة كلّها إلى حياة جديدة بعد أن عرفوا نتيجة فحص الدم المؤكدة للمرض. إن ما بعد 8 حزيران سيكون مختلفاً لعائلة السيدة الصغيرة هذه!

السبت، 4 يونيو 2011

حياتهم ومماتهم ورود


وردة صالح الصالح
لقد بدأ صالح(1) زيارته الأسبوعية لعيادتي بتقديمه وردة بيضاء ذات رائحة منعشة. لا أعرف ما دفعه لتقديمها، فهي المرة الثانية فقط التي أراه فيها، لكن الشيء الوحيد الذي عرفته هو اللون الذي يطلي به صالح جدران قلبه الصافي البريء والرائحة التي يزيّن بها روحه العطرة. هل زكّى السرطان دمه ليوزّع هذه الأناقة على تصرفاته كلّها؟

صالح، 10 سنوات، وصل إلى الأسبوع 111 في رحلة علاجه الصعبة ضد سرطان الدم، بقي له أسابيع معدودة قبل إعلان نصره المظفّر إن شاء الله، لقد تعايش مع مرضه وصادقه، هو الآن يعرفه اللوكيميا أكثر منّي، فأنا قرأت عنها، ولاحظت أفعالها، أما هو فقد تفاعل معها على مدى الأيّام، صادقها في فراشه كما في رحلاته، في آلامه وآماله الكبيرة.