الاثنين، 27 يونيو 2011

لمن المستقبل: للداية أم للطبيب النسائي؟

في الزمانات، كانت السيدة عزيزة طه والسيدة رتيبة المويل، الدايتان الأشهر في الزبداني، مسيطرتان تماماً على وضع الولادات الطبيعية  في المنطقة. كان مدخلهما المادي وشهرتهما المعنوية أكبر من أحسن طبيب عندنا. أما اليوم، فقد توفّيت السيدة عزيزة، ويقتصر عمل السيدة رتيبة على مناوبات في مستشفيات خاصة، أما الأطباء النسائيون فلهم الصيت الأكبر، وهم يمسكون زمام المبادرة في الولادات كلها.

يعود الجدل العالمي حالياً حول الولادة في المنزل كطريقة أكثر فعالية وأكثر طبيعية من الولادة في المستشفى، فالأمهات لسن مرضى، والأطفال حديثي الولادة يحتاجون رعاية خاصة، لكن هل المستشفى هو المكان الأوحد للعناية بهم؟

لقد عادت الدّاية midwife إلى بيوت الولايات المتحدة الأمريكية كي تعتني بالولادات الطبيعية في الحالات غير عالية الخطورة بينما يرفع الأطباء النسائيون وأطباء الأطفال هناك تحذيراتهم حول مدى أمان هذه الطريقة لكل الأم والطفل.

تدرس الدّاية هناك في معاهد متخصصة، تتدرّب من خلالها على "أساسيات" إنعاش الوليد والعناية بالاختلاطات الشائعة عند الأم. 

من أهم المحاذير التي يرفعها أطبّاء الأطفال أن الحمل الطبيعي والجنين السليم لا ينتجون دائماً طفلاً سليماً، فعملية الولادة عملية شاقة ومعقّدة، والمتابعة المستمرة للطفل في الأشهر الأخيرة من الحمل قد لا يتسنّى لها الكشف عن المخاطر التي قد يتعرض لها في الدقائق الأولى من حياته. تفضّل الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال توافر خبراء في الإنعاش القلبي والتنفسي للأطفال في مكان الولادة، وهذا ما لا يتوافر في حالة الداية.

أما الأطباء النسائيون فعندهم همّ الأمّ، التي لا تشفع لها المتابعة المستمرة في فترة الحمل من حدوث اختلاطات قد تكون مميتة في عدم حضور مركز طبّيّ مؤهّل، فالنزيف ما بعد الولادة مثلاً قد يودي بحياتها. لا أحد يمكن أن يضمن ولادة غير مختلطة حتى عند أصحّ الأمهات والأجنّة.

برأيي، لا يمكن لشخص واحد أن يكون كافياً للعناية بالوليد والأم، كذلك لا يمكن التنبؤ بالاختلاطات المحتملة عند كليهما، لذلك لا أحبّذ فكرة الولادة في المنزل حتى مع أكثر الدايات خبرة. أنا أفضل فكرة إنشاء "مراكز ولادة"، لا تعتبر فيها الأم والوليد مرضى، يوضعون في جو خاص مناسب لهما، لا تختلط فيه الأم مع مرضى سرطان الرحم، ولا يبدأ فيها الطفل حياته غير طبيعي! 
ما رأيكم دام فضلكم؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق