الثلاثاء، 24 مايو 2011

طريقة التواصل بين المريض والطبيب أساسية

راجعنا اليوم في العيادة الخارجية في المشفى الذي أعمل به مريضة مع أهلها تعاني من ألم بطني حاد، كانت قد راجعت قبل مجيئها لنا طبيباً متميزاً في المنطقة طلب لها الفحوص التشخيصية المناسبة (الشعاعية والمخبرية) ووضع تشخيصاً “جيداً”، لكن الآفة التي عانى منها “الطبيب” كانت عدم التواصل الجيد مع المريضة وأهلها، فلم يقتنعوا بكلامه، ورفضوا خبرته. 

إن من أهم عوامل نجاح الطبيب في أداء مهنته التواصل الجيد مع المريض، وهي خبرة ضرورية أساسية تدعمه مجموع خبراته العلمية الطبية،  وهذا يرتكز على عدة نقاط أهمها:
  1. إطلاع المريض حسب سويته الثقافية على مجموع المشاكل التي يعاني منها، والتي استخلصها الطبيب من القصة المرضية والفحص السريري الذي قام به، أما أن يأخذ الطبيب القصة المرضية ويقوم بالفحص السريري ثم يصف الدواء بدون  إطلاع المريض على حالته، أو بإخباره أن تشخيصك هو “كذا” فقط، فهذا خطأ وقد يسبب خللاً في الرعاية اللازمة للمريض. إن عمل الطبيب ليس وصف الدواء المناسب للمرض المناسب، بل تأمين الرعاية الطبية الجيدة والكافية للمريض، وإن الرعاية الطبية لها عدة أقسام، أحدها فقط وليس كلها، العقار الدوائي.
  2. شرح العوامل الكامنة وراء معاناة الشخص من مرضه، فالطبيب الذي يشخص “التهاب قصبات مزمن” ثم لا يشرح للمريض أن التدخين هو عامل الخطر الأهم في إصابته لن يؤمن الرعاية الجيدة للمريض، لأنه سيتناول الضاد الحيوي ويبقى يدخن، وهذا سوف يؤدي إلى نكس حالته وفقدان ثقته بالطبيب معتقداً أن الدواء الذي وصفه له ليس كافياً ربما!
  3. إخبار المريض “بالطريقة المناسبة” بإنذار مرضه، أما إخفاء ذلك عنه فهو أمر سلبي. إن إقلال شأن معاناة المريض ووضع إنذار ممتاز، حتى لو كان صادقاً، في ظل تعب المريض من أعراض مرضه، يعتبر سيئاً، وإن تهويل الأمور البسيطة والإيحاء بإنذار سيء أمر خاطئ أيضاً. إن بعض الأطباء يخلطون بين مبدأ إخبار الإنذار للمريض، وبين مبدأ إبداء الاهتمام بمعاناة المريض، فهم يقللون اهتمامهم بمعاناته إذا كان إنذاره حسناً، وهذا لا ينفع مع عقل المريض الذي، خصوصاً في عالمنا العربي، لا يراجع طبيبه إلا لشدة معاناته.
  4. التودّد للمريض، وهو السبيل الوحيد لقلبه بعدما حققت البنود الثلاثة السابقة النصر على عقله وأقنعته بخبرة الطبيب مما يؤمن سيطرة كاملة مطلوبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق