السبت، 1 سبتمبر 2012

الدولاش


مذكرات مدفونة، كتبت بتاريخ 14 أيار 2011

عادة ما يحتفل أهلي بإجازاتي بـ "دواليش" طعامية، وكلمة "دولاش" تعني مشروعاً معقداً لتحضير وجبة طعام فاخرة، تقوم بها "أم الدواليش" وهي ربّة منزل ماهرة بتحضير أنواع مماثلة من الطعام يساعدها بذلك أولادها، بناتها، كناينها، وتشغل عادة أغلب اليوم وحتى اليوم السابق في تجهيز "عدّة" الدولاش، تبدأ عملها من عجن أو تكبيب(1)، بذكر اسم الله والدعاء بالبركة، لأن الوجبة عادة توزع على الجيران والأقارب المقرّبين، ويدعى إليها الجد والخالة والعمّة الأرامل. يسود جوّ من التكاتف والتعاضد، وأحياناً المناوشات، من حيث تقسيم العمل والجهد.


جدي في وجبة دولاش كبّة مقلية ولبنية
جدي في وجبة دولاش قبة مقلية ولبنية
اليوم استيقظت على وقع طلب المساعدة بشوي الفطاير، فأمّي قد قررت أن "تدولش"، وزوجتي وأخواتي قد حضّروا أنفسهم للمساعدة في رقّ العجين وتطبيق الفطاير. أذكر عندما لم يكن هناك لنا أخوات بنات، كنت أنا وأخي نرقّ العجين، أما اليوم فقد ترقّينا درجة نحو الشوي و"الأكل". اصطف الجميع في المطبخ، حتى ألمى الصغيرة كانت تساهم بطريقتها الخاصة!

الآن أكتب المقال وملابسي عليها آثار الطحين، لأني رفضت إلا أن أذكر سابق عهدي في الإبداع برق العجين، لكن اليوم في عصر الإنترنت، أصبح رقّ العجين على "الشوبك"، أيام زمان كنا نستخدم أصابعنا النحيلة في تحضير الفطيرة، كانت أيّام، الآن لا يوجد مكان للصناعة اليدوية، "الشوبك" هو رقّاق الفطاير!

مراحل دولاش الفطاير

تحضير العجين
ترييح العجين، مرحلة ما قبل الرق

رق العجين بالطريقة الحديثة، الشوبك
تحضير الفطائر
قبل الشوي
بعد الشوي، قبل الأكل
من الدواليش التي حضرناها في شهر الإجازة: كبة مقلية، كبة لبنية، كبة مشوية، فطاير بطاطا، فطاير كشكة.

دولشكم الله بالمحبّة، ودولش الله بكم حبّه!

--
(1) تكبيب: فعل تحضير الكبّة، وهي أكلة عربية معروفة، ولذيذة، لكن لها آثار جانبية، من حيث العطش وأمور أخرى بعد تناولها ;)
(2) احتفظت بهذه المذكرة في درجي عسى أن أعرضها في أيام أحلى، لكني قررت أن أيامنا هذه هي الأحلى، سنجعلها أطيب، والمعاناة لا تولد إلا اللذة :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق